خلق الاستسلام الجماعي لمقاتلي تنظيم داعش مشاكل متنامية للجماعات الحاكمة شمال شرق سوريا. كيف نتعامل مع الجهاديين لمنع حدوث تمرد في العراق وسوريا؟ وكيف نتصدى لحجم الفظائع التي ارتُكبت؟
محمد العبدالله، المدير التنفيذي للمركز السوري للعدالة والمساءلة

في كثير من الأحيان، لا يواجه أعضاء تنظيم داعش اتهاماً بمجمل جرائم الحرب التي ارتكبتها الجماعة. ويتم التغاضي عن الأدلة الحاسمة المتعلقة بالمفقودين/ات والمقابر الجماعية وغيرها من انتهاكات حقوق الإنسان.

تطالب عائلات المفقودين/ات باتخاذ خطوات عاجلة للكشف عن مصير أحبائها:

استجواب معتقلي التنظيم عن المفقودين/ات

يتعين على مراكز الاحتجاز شمال شرق سوريا وكردستان العراق، وكذلك في البلدان التي أعادت مقاتلي تنظيم داعش إلى أوطانهم، إعطاء الأولوية لاستجواب معتقلي التنظيم عن أماكن وجود المفقودين/ات، وممارسات التنظيم في الاختطاف والاعتقال. كما ينبغي لمحاكمات مقاتلي التنظيم أن تتضمن أسئلة عن المفقودين/ات والمخطوفين/ات.

لدى مقاتلي تنظيم داعش الذين ألقي القبض عليهم شمال شرق البلاد معلومات مهمة عن مصير المخطوفين/ات.

لا ترغب دول مثل بريطانيا وبلجيكا وفرنسا وهولندا، في إعادة مقاتلي تنظيم داعش ممّن يحملون جنسيتها إلى أوطانهم، بل وصلت بها الحال إلى تجريد هؤلاء المقاتلين من جنسيتهم لمنعهم من العودة. ولكن عقد محاكمات في هذه البلدان من شأنه أن يعطي عائلات المفقودين/ات فرصة لالتماس العدالة.

ينبغي لمحاكمات مقاتلي تنظيم داعش وأعضائه السابقين أن تكون متاحة أمام الجميع ويجب على المحاكم أن تنقل النتائج وآليات متابعة التحقيقات إلى عائلات المفقودين/ات.

تقديم الدعم المالي إلى فريق الاستجابة الأولية لإجراء عمليات استخراج الجثامين من المقابر الجماعية

يتعين على المجتمع الدولي تقديم الدعم المالي طويل الأجل إلى فريق الاستجابة الأولية لإجراء عمليات استخراج الجثامين من المقابر الجماعية حتى يتمكن من مواصلة عمله الشاق دون القلق بشأن الأمن الوظيفي، والحصول على المعدات التقنية اللازمة، والحصول على الخبرة الدولية في مجال الطب الشرعي لتجنب احتمال تدمير الأدلة أو سوء التعامل معها. 

العمل مع عائلات المفقودين/ات

ينبغي على السلطات المحلية أن تعمل مع عائلات المفقودين/ات لإبلاغها بالخطوات المتخذة للبحث عن المفقودين/ات وكذلك بقرارات الإفراج عن المقاتلين السابقين في تنظيم داعش أو محاكمتهم.

تحتاج عائلات المفقودين/ات إلى الحصول على معلومات عن أحبائها. فلدى العائلات معلومات عن ذويهم قد تساهم في العثور عليهم أو تحديد هوياتهم.

يتسبب غياب قنوات التواصل في معاناة كبيرة للعائلات، التي يجب النظر إليها كضحايا لتنظيم داعش.