مقتطف من مقابلة تم إجراؤها مع محمد العبدالله المدير التنفيذي للمركز السوري للعدالة والمساءلة، حيث يتعاون المركز مع فريق الطب الشرعي الأرجنتيني من أجل تدريب “فريق الاستجابة الأولية” لتحسين عمليات هذا الفريق الذي يعمل على نبش وإخراج الجثث من القبور الجماعية. بإمكانك مشاهدة المقابلة كاملة في أسفل النص.
هدف تنظيم داعش إلى إرهاب المجتمعات التي حاول إنشاء خلافته فيها، ويتمثل جزء من استراتيجية التنظيم في القبض على أي شخص يخالف أو يعبر عن عدم رضاه عن تنظيم داعش.
وقد اتبع تنظيم داعش ممارسات الحكومة السورية وغيرها من المليشيات الأخرى التي قامت باعتقال واختطاف الأشخاص واحتجازهم في منشآت غير مسجلة ومراكز احتجاز سرية.
حيث قام تنظيم داعش باعتقال ناشطين وصحفيين وأطباء وقادة في المجتمع المدني وبعض قادة المجتمع المحلي لأسباب غير واضحة. وبذلت الأُسر التي كانت تعيش في مناطق خاضعة لحكم تنظيم داعش قصارى جهدها وطرقت على كل الأبواب الممكنة وذهبت إلى المسؤولين وحاولَت نيل مساعدة بعض زعماء القبائل لإيجاد أي أجوبة عن أحبتهم المفقودين.
لم يضع التحالف الدولي لهزيمة داعش عملية جمع البيانات عن المختطفين أو البحث عن معلومات حول مرافق الاحتجاز ضمن أولوياته، بل كان همهم الأول هو إلحاق هزيمة عسكرية سريعة بتنظيم داعش لأسباب سياسية واضحة ولم يكترثوا لمصير المجتمعات المحلية أو لكيفية التعامل مع قضية الأشخاص المفقودين.
لا أحد ستكون بحوزته معلومات حول المفقودين أكثر من أعضاء التنظيم أنفسهم. وقد قام التحالف الدولي ومن ضمنه قوات أمريكية وفرنسية وكردية باستجواب المئات من مقاتلي داعش المحتجزين حاليا في شمال شرق سوريا، وهناك سعي لتقديمهم للمحاكمة قريباً. لكن على حد علمنا، لم يُسأل أي منهم عن أي شيء له علاقة بالمختطفين والمقابر الجماعية والإعدامات وأماكن الاحتجاز أوهوية الأشخاص المسؤولين عن مراكز الاحتجاز ولا عن أي شيء في هذا الخصوص. وهذا أمر يدعو للقلق ويسلط الضوء على النقطة التي ذكرتها من قبل وهي أن قضية المفقودين على يد داعش لا تشكل أولوية بالنسبة للتحالف الدولي.
أملي هو إجراء تحقيق ناجح حول المقابر الجماعية. هذه المقابر تنتمي لمعارك معينة في مدن معينة أو مناطق عمليات قام بها التحالف الدولي. من كان متورطاً؟ ما هي المسافة بين تلك المقابر ومدن محددة؟ من يُحتمل أن يكون في تلك المقابر الجماعية؟ لهذا فإن إجراء التحقيق في عين المكان وإجراء أكبر عدد من المقابلات مع العائلات والشهود حول الأشخاص المختطفين والربط بين المعلومات قد يساعدنا بشكل أساسي على تضييق نطاق البحث عن هؤلاء المفقودين. لكن هذه العملية تتطلب الدقة والإتقان، وأي خطأ أو ضرر قد يطرأ أثناء إجراء التحقيقات قد يؤثر على عملية تحديد الهويات.