نُشرت اليوم خريطة تفاعلية جديدة تُظهر تفاصيل 43 موقعاً سابقاً لسجون داعش و 24 مقبرة جماعية لداعش في شمال شرق سوريا. يُظهر العدد الهائل للمواقع الجهد الدولي الهائل المطلوب للبحث عن أماكن المختطفين والمختطفات من قبل داعش. لا يزال العمل على توثيق المواقع الجديدة غير مكتمل ومستمر، وستتم إضافة معلومات جديدة إلى الخريطة خلال الأشهر المقبلة.
اضغط هنا لاستكشاف الخرائط
طالبت العائلات التي تبحث عن أحبائها المفقودين بحماية الأدلة الموجودة في السجون والمقابر السابقة والتحقيق فيها بشكل كامل، على أمل أن تساعد في العثور على إجابات حول أطفالهم وأزواجهم وإخوتهم وأخواتهم المختطفين.
قالت أم محمد، التي اعتقل داعش ابنها محمد: “من قبل، كنت أتجول في الشوارع أبحث عن ابني، أحمل صورة ابني وأطرق الأبواب آملة أن يعرف أحد مكانه. كنت أعلم أن طريقتي ربما لم تكن مجدية، لكنها كانت الشيء الوحيد الذي يمكنني فعله. كجزء من هذه الحملة الآن أعلم أنها عملية ربما ستكون طويلة الأجل، لكنني آمل أن تقودني إلى أي أخبار عن ابني.”
اعتقل تنظيم داعش شقيقة علياء ولم يكن لديها أي أخبار عن مكان وجودها منذ ذلك الحين. قالت علياء: “كنت أعتقد أن لا أحد يهتم بفتاة اعتقلها داعش، لكني اليوم أخبر جميع العائلات الأخرى أن هناك أشخاصًا يبحثون عن مصير أحبائنا. لقد شجعت أقاربي وجيراني الذين بقوا على قيد الحياة على المشاركة في المشروع للمساعدة في تحديد مكان تواجد السجون التي تم اعتقالهم فيها.”
تم توثيق المواقع من قبل برنامج الأشخاص المفقودين التابع للمركز السوري للعدالة والمساءلة (SJAC)، كجزء من مشروع معقد وطويل الأمد لمعرفة مصير الأشخاص الذين اختطفهم تنظيم داعش. يبحث فريق المحققين في المركز السوري للعدالة والمساءلة عن مواقع الاحتجاز التابعة لتنظيم داعش وكذلك الطرق والأساليب المحتملة المستخدمة لنقل المختطفين. الخرائط التي تم إصدارها اليوم ليست سوى خطوة واحدة في رحلة مساعدة المحققين على تصور أنماط الاعتقال ونقل السجناء، حتى يتمكنوا من بناء فرضيات حول مكان ومصير الأفراد المختطفين.
بعد تحديد موقع وإحداثيات بعض المقابر الجماعية، وبناءً على مقارنة المعلومات من فريق الاستجابة الأولية الذي يعمل على التحقيق في المقابر الجماعية التي خلفها تنظيم داعش واستخراجها، واستناداً إلى شهادات الناجين والناجيات المحليين، خلص المركز السوري للعدالة والمساءلة إلى أن هناك عمليات قتل جماعية في بعض مراكز الاحتجاز. ويشمل هذا مقبرة سد المنصورة التي تم العثور عليها داخل مركز اعتقال وتدريب تابع لتنظيم داعش.
يقوم المركز السوري للعدالة والمساءلة بجمع كافة المعلومات المتوفرة حول الأشخاص المفقودين من عائلاتهم. يتراوح هذا من لون الشعر إلى سجلات الأسنان وتفاصيل اختفاء الأفراد. كما تقوم بجمع المعلومات من خلال المقابلات مع الناجين والناجيات والسكان المحليين لتحديد الأماكن التي استخدمها تنظيم داعش كسجون أو مراكز احتجاز. كما يتعاون المركز السوري للعدالة والمساءلة مع فريق أنثروبولوجيا الطب الشرعي الأرجنتيني (EAAF) لتوفير التدريب لفريق الاستجابة الأولى والذي سيعمل بعد ذلك على تحديد هوية الجثث المأخوذة من هذه المقابر.
ستساعد كل هذه الخطوات في دعم العائلات أثناء بحثها عن المعلومات المهمة وقد تقربنا من معرفة مصير المختطفين والمختطفات.